كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

فهو في مقدمة كتاب مفردات ألفاظ القرآن الكريم يشير إليه في قوله واتبع هذا الكتاب أي المفردات إن شاء الله تعالى ونسأ في ألجل، بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ على المعنى الواحد، وما بينها من الفروق الغامضة، فبذلك يعرف اختصاص كل خبر بلفظ من الألفاظ دون غيره من إخوانه، نحو ذكره القلب مرة، والفؤاد مرة، والصدر مرة، نحو ذكره تعالى في عقب قصة: "إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون" [الروم: 37] وفي أخرى "لقوم يفكرون" [يونس: 24] ، وفي أخرى "لقوك يعلمون" [البقرة: 23] ، وفي أخرى "الذي حجر" [الفجر: 5] ، وفي أخرى "لأولي النهى" [طه: 45] ، ونحو ذلك مما بعده من لا يحق ويبطل الباطل، أنه باب واحد، فيقدر أنه إذا فسر "الحمد لله" بقوله الشكر لله، "لا ريب فيه" بـ لاشك فيه، فقد فسر القرآن ووفاه التبيان.
ثم يقول الدكتور الساريسي تعقيبا على كلاك الراغب السابق.
إنه في مقدمة المفدرات رسم خطة هذا الكتاب لينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينهما من الفروق الغامضة، أي ليوضح ما بين المفردات من فروق دقيقة يخيل للقارئ أنها مترادفة على معنى واحد، وذلك كما يمثل للقلب والفؤاد والصدر، وكما يمثل للآيات "لقوم يؤمنون"، و" لقوم يتفكرون"،

الصفحة 119