كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

سبق أن راينا أن الذي الكاتب يعتبر الكتاب الذي أشار إليه الراغب في مقدمة كتاب المفردات بعنوان تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة هو نفس الكتاب المسمى بـ درة التنزيل وغرة التأويل مع تعديل طفيف في العنوان.
اعترض الدكتور أحمد فرحات على هذا الاعتبار قائلا:
ونقول للأخ الكاتب:
إن هناك اختلافا جوهريا بين عنواني الكتابين، وليس اختلافا طفيفا كما زعم، بل إن هذا الاختلاف بين العنوانين يؤدي إلى اختلاف كبير بين موضوعي الكتابين كما هو واضح من صفة كل منهما:
فكتاب تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد هو أولا كتاب في الألفاظ المترادفة التي يظن الناس عدم وجود فروق بينها، ومن ثم يمكن استعمالها بمعنى واحد.
وقد مثل لها الراغب بالقلب والفؤاد والصدر وقد ألحق الراغب بالألفاظ المترادفة على المعنى
59
الواحد، ما تختم به الآيات مما يظنه الناس أنه باب واحد، وقد أشار إلى ذلك بقوله ونحو ذكره تعالى في عقب قصة "إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون [الروم] ، وفي أخرى "لقوم يتفكرون" [يونس: 24] وفي أخرى "لقوم يعلمون" [البقرة: 230] وفي أخرى"لقوم يفقهون" [الأنعام: 98] وفي أخرى: " لأولي الأبصار" [آل عمران: 13] ، وفي أخرى "لذي حجر" [الفجر: 5] / وفي أخرى "لأولي النهى" [طه: 45] ، ونحو ذلك مما يعده من لا يحق الحق ويبطل الباطل أنه باب واحد ...

الصفحة 122