كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

حجر" و"لأولي النهى" التي أشار إليها الراغب من كتابه درة التنزيل لأن كتاب درة التنزيل لم يقصد إلى هذا. وما جاء فيه من الكلام وعلى قوله تعالى "ومن يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" [المائدة: 44] ، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون" [المائدة: 45] ، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون" [المائدة: 47] ، لم يكن بهدف بيان الفرق بين الكفر والظلم والفسوق، وإنما لاشتراك في لفظ "ومن لم يحكم بما أنزل الله" بين الآيات الثلاث، ولبيان المناسبة بين كل لفظ والموضع الذي ذكر فيه، ومن ثم لم يبين صاحب درة التنزيل الفروق بين الكفر والظلم والفسوق.
وكذلك ما جاء في سورة الأنعام من قوله تعالى "قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون [الأنعام: 97] ،
60
وبعدها "لقوم يفقهون" [الأنعام: 98] ، وبعدها " لقوم يؤمنون" [الأنعام: 99] ، وهو المثال الثاني الذي استشهد به الأخ الباحث على بيان الفروق الدقيقة الغامضة بين المفردات.
ثم أورد ما قاله صاحب درة التنزيل في توجيه الآيات الثالث من سورة المائدة، وهي:
قوله عز وجل: (..ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) المائدة: 44.
وبعده: (فأولئك هم الظالمون) المائدة: 45.
وبعده: (فأولئك هم الفاسقون) المائدة: 47.

الصفحة 124