كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

والجواب عن ذلك مما يحتاج إليه في مواضع من القرآن في مثل هذه الآية التي قصدنا الفرق بين مختلفاتها: وهو أن ما أخبر الله تعالى به من قصة موسى عليه السلام وبني إسرائيل وسائر الأنبياء صلوات الله عليهم، وما حكاه من قولهم، وقوله عز وجل لهم لم يقصد إلى حكاية الألفاظ بأعيانها، وإنما قصد إلى اقتصاص معانيها.
ويقول رحمه الله تعالى في الآية الحادية عشر من سورة البقرة:
الآية الحادية عشر من هذه السورة مفارقة الآية التي شرطنا الفرق بينها فيما خالفها بلفظ يسير من الآية التي بازالها غير انهها مثلها في التكرير، والحاجة إلى ذكر الفائدة في إعادتها.
من كل ما تقدم يتبين لنا أن الخطيب رحمه الله جعل موضوع كتابه درة التنزيل في توجيه ما تكرر من آيات الكتاب العزيز بالكلمات المتفقة والمختلفة تشابه لفظا، أو اختلف ايجازا واطنابا، أو تقديما وتقديرا، أو ذكرا وحذفا أو تعريفا وتنكيرا، أو إبدال لفظ بآخر ونحو ذلك.

الصفحة 136