كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

المطلب الرابع: سبب تأليف الكتاب
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه الأسباب التي دفعته إلى تأليفه هذا الكتاب، هي:
طلب رفع اللبس في الآيات القرآنية التي تتكرر في عدة مواضع، والآيات التي تتشابه بسبب التقديم والتأخير لا أو التنكير والتعريف إلى تغير ذلك من أنواع التشابه وبيان سر الاختلاف بين تلك الآيات ووجه الحكمة من وراء ذلك.
66
وقد ذكر المؤلف هذا السبب قائلا: تطلبا لعلامات ترفع لبس إشكالها وتخص الكلمة بآياتها دون أشكالها.
ترك العلماء الذين سبقوه هذا الجانب من التفسير، وهو توجيه الآيات المتشابهة وتبين ما أشكل منها، حيث يقول رحمه الله، تأملت أكثر كتب المتقدمين والمتأخرين، وفتشت على أسرارها معاني المتأولين المحققين المتبحرين، فما وجدت أحدا من أهلها بلغ غاية كننها، كيف؟ ولم يقرع بابها، ولم يفتر لهم عن نابلها، ولم يفسر عن وجهها.
الرد على الملحدين الطاعنين الذين يزعمون أن في القرآن اختلافا، وأن أسلوبه يتعارض بعضه مع بعض، على الرغم من أن الموضوع واحد، فجاء هذا الكتاب ليبين الحكمة من اختلاف هذا الأسلوب بالتقديم تارة، والتأخير تارة أخرى وبزيادة بعض الألفاظ في موضع دون موضع، نحو ذلك، كما تقدمت الإشارة إلى

الصفحة 137