كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

الإنشاء والابتكار:
فإن المؤلف رحمه الله تعالى يتميز بالاستقلال البارز بما لم يسبق إليه، في توجيه، الآيات المتشابهة لفظا، حيث إنه يعتمد في كتابه هذا الفن تقل عنه، أو تأثر به، كما أبان هو ذلك في مقدمة الكتاب.
الترتيب:
سلك المؤلف رحمه الله تعالى في تأليف كتابه درة التنزيل مسلك المفسرين وصنف كتابه على ترتيب السور، والآيات في المصحف الشريف، مبتدئا من سورة البقرة ثم سورة آل عمران،
67
وسورة النساء، وهكذا فيورد اسم السورة ثم يتتبع كل ما تكرر واشتبه من الآيات في تلك السورة مع الآيات في غيرها من السور، فيقول مثلا: سورة البقرة: الآية الأولى منها والآية الثانية منها، والآية الثالثة منها، حتى إذا ما انتهى من سورة البقرة، انتقل إلى السورة التي يليها وهي سورة آل عمران، ثم إلى سورة النساء، وهكذا.
وقد بلغ عدد ما تناوله الخطيب في هذا الكتاب من الآيات الأم أربعا وسبعين ومائتين آية، من غير أن يلحق بها في العد ما يشبهها من الآيات، وقد بلغت من الآيات المتشابهة التابعة للأصول السابقة اثنين وخمسين وثلاثمائة آية.

الصفحة 139