كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

الاستدراك على نفسه:
انتهج المؤلف أن يذكر المتشابه في الموضع الأول حسب ترتيب المصحف كما قلنا في الترتيب، وقد يستدرك على نفسه فيذكر الآية التي فيها التشابه في الموضع الثاني إذا نسي ذلك في الموضع الأول، وينبه على أن مكانها كان في سورة كذا، وقد حصل ذك منه في مواضع عدة، ومن أمثلة ذلك:
تناوله رحمه الله آية سورة النساء، وهي قوله تعالى "ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم" [النساء: 13] ، في الحديث عن الآية السابعة من سورة المائدة وهي قوله تعالى " قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم" [المائدة: 119] ، وقال " وكان حقها أن تذكر في موضعها لكني لم تحضرني هناك فذكرتها مع أخواتها وإن كان ذكرها مقدما في القرآن".
كما رأينا أن المؤلف لما لم يذكر الآية في موضعها الأول، في سورة النساء ذكرها هنا في سورة المائدة.
وبهذا يتضح أن ما وضعه ابن الزبير في كتابه ملاك التأويل عند آية سورة

الصفحة 140