كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

وقال قبله في سورة الرعد وكان حكم هذه الآية أن تذكر هناك "قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا" [الرعد: 16]
ومن الجدير بالذكر أن الخطيب لم ينفرد بذلك وحده، إذ أن ممن ألف في هذا الفن وقع فيما وقع فيه الخطيب، من نسيان أو غفلة ذكر المتشابه في الموضع الأول، وذكره في الموضوع التالي الذي يشبهه حين يتذكر، وعلى سبيل المثال أن الكرماني تناول آية سورة النحل [96] "ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" في سورة الزمر عند قوله تعالى "ويجزيهم بأحسن الذين كانوا يعملون [الزمر: 35] ، حيث قال في هذا الموضع وكان حقه أن يذكر هناك.
طريقة العرض:
وقد اتخذ المؤلف رحمه الله تعالى في عرض للآيات المتشابهة التي يريد توجيهها منهجا خاصا، حيث عقد في كل سورة بحثا خاصا لكل آية يعتبرها من نوع التشابه اللفظي، ويذكر معها ما يشبهها من آيات أخرى، سواء كانت من نفس السورة، أو من سور أخرى، ثم يقوم بتوجيه تلك الآيات التي اجتمعت أمامهن على طريقة إثارة السؤال، وتقرير الجواب، والرد على ما يعرض من شبه في هذا المقام.

الصفحة 142