كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

والمعنى لا يحب الله أن يجهر بالقول السيئ غير المظلوم، وهو أن يدعو على من ظلمه أو أن يخبر بظلمه له، أو أن ينتصر منه بسوء مقاله فيه فقال: إن أبديتم ثناء وذكر جميلا لمن يستحقهما أو أخفيتموهما أو سكتم عمن أساء إليكم بالعفو عنه فإن الله مع قدرته كثير العفو عن حليفته فتقتضت في هذه الآية المقابلة أن يجعل بإزاء السوء الخير.
وأما في الآية التي في الأحزاب قبلها تحذيرا من إضمار ما لا يحسن إضماره في قوله عز وجل " والله يعلم ما في قلوبكم" [الأحزاب: 51] وقوله: " وإذا سألتموهن متعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" [الأحزاب: 35] ، فاقتضى هذا المكان العموم، فقال تعالى: أن تبدوا مما حذرتكن شيئا أو تخفوه" فإن الله كان بكل شيء عليما" لم يزل عليما بما يكون لعلمه بما كان.
ويتكرر في صفحات الكتاب كما في المثال السابق وعلى وثيرة واحدة ابتدءا المؤلف المسألة بعبارى للسائل أن يسأل فيقول أو للسائل أن يسأل عن كذا، أو نحو ذلك ويبدأ الإجابة وغالبا بعبارة الجواب أن يقال الجواب عن ذلك أن يقال ثم يأتي الجواب، أو تتوالى الأجوبة على السؤال الواحد، إن اقتضى الأمر التفريغ والتنويع.

الصفحة 144