كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

الحسن..، كما فعل بعض المفسرين مثل الماوردي في تفسيره النكت والعيون.
قد قمت بفضل الله تعالى بتخريج الأحاديث والآثار والحكم عليها بقدر الإمكان في مواضعها.
ج- الشعر العربي:
إنه بعض الأحيان يوجه كلامه بما يستشهده بشعر العرب، لأن الشهر ديوان العرب، وفيه تفسير معاني كتاب الله تعالى، والقرآن نزل بلسان عربي مبين.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره في سورة المائدة عند تناوله قوله عز وجل: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم) المائدة: 9، وما يشبه من قوله تعالى في آخر سورة الفتح 29: (.. وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) حيث قال:
للسائل أن يسأل فيقول: لم رفع قوله (مغفرة وأجر عظيم) في الآية الألى، ونصب في الثانية؟
والجواب أن يقال: لقوله تعالى (لهم) في الأولى، وقوله: (منهم) في الثانيةفائدة، وذلك أنه لما قال في الأولى: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات) علم أنهم وعدوا بما هو حق لهم، فعدل عن ذكر المفعول إلى جملة تضمنت معناه، والجملة ابتداء وخبر، وهي في موضع مفرد منصوب، كأنه قال: وعد الله الذين آمنوا مغفرة، ومثله قول الشاعر:

الصفحة 148