كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

والضلال من صفات الفعل، تقول: ضل فهو ضال، والسفاهة من صفات النفس، وهي ضد الحلم، وهي معنى ثابت يولد الخفة والعجلة المذمومتين، والحلم معنى ثابت يولد الأناة المحمود.
9- التحقيق والتمحيص لما ينقل من الآراء:
تظهر شخصية الخطيب في نقده الصريح والخفي لآراء بعض العلماء، بعبارات تدل على أنه كان مجتهدا، ولم يكن ناقلا أو معتمدا على آراء غيره تمحيص وتحقيق، مثل قوله: فليس بشيء.. أو باطل.
ومن ذلك ما قاله في معرض بيان وجه الحكمة عن مجيء قوله تعالى (بلدا) نكرة في سورة البقرة، ومعرفة (البلد) في سورة إبراهيم.
فأما قول من يقول: إنه جعل الأول نكرة، فلما أعيد ذكرها أعيد بلفظ المعرفة، كما تقول: رأيت رجلا، فأكرمت الرجل، فليس بشيء، وليس ما ذكره مثل هذا المكان مكانه.
مما يدل أيضا على أن المؤلف ناقد محقق ما جاء في سورة آل عمران عند كلامه عن تذكير الضمير (فأنفخ فيه) ، وتأنيثه (فتنفخ فيها) ، وعن وجه ذكر قوله

الصفحة 154