كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

وقد سوى النحويون بين الجملة التي تجري صفة للنكرة، أو حالا للمعرفة إذا كان فيها ذكر الأول في أن دخول الواو عليها، وحذفها منها جائزان قال الزجاج: دخول الواو هاهنا، وإخراجها من الأول واحد.
وهذه العبارة التي نقلها الخطيب عن الزجاج موجودة حرفيا في كتاب معاني القرآن للزجاج، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على دقته في إسناد القول إلى صاحبه، وتقيده بعبارة من ينقل عنه.
11- يقف الخطيب مرجحا، معللا، مختارا، حيث إننا كثيرا ما نراه ويرجح وجها من الوجوه المتعددة التي يعرضها في المسائل النحوية، مع تعليل لهذا الإختيار.
وعلى سبيل المثال حين كان يتحدث عن رفع قوله: (الصائبون) في سورة المائدة قال:
@@@
74
فرفع الصائبون ونوى به التأخير عن مكانه، كأنه قال بعد ما أتى بخبر: أن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصائبون هذه حالهم أيضا، وهذا مذهب سيبويه، لأنه لا يجوز عنده ولا عند المصريين، وكثير من الكوفيين
إن زيدا وعمر قائمان.

الصفحة 157