كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

وكتاب المقتضب لأبي العباس المبرد، وهو مخصص للنحو فقط، وله كتاب آخر في النحو واللغة والأدب وهو الكامل وقد وجدت أن الخطيب في درة التنزيل نقل عن المبرد رأيا واحد من غير أن يذكر اسم الكتاب، وعثرت عليه في كتابه المقتضب.
وكتاب معاني القرآن للزجاج كان من المصادر الأولى التي اعتمد عليها الخطيب في كتابه الدرة، وكان تأثر الخطيب بكتاب الزجاج واضحا، رغم أنه رحمه الله صرح باسم الزجاج مرة واحدة، ولكنني اكتشفت مواضع أخرى اتفقت فيها عبارات الخطيب مع العبارات التي وجدتها في معاني القرآن للزجاج وإن لم يشر إليه الخطيب صراحة.
وكذلك معاني القرآن للفراء، كان الخطيب يرجع إليه، في بيان مذهب أهل الكوفة النحوي، ونلاحظ أن الخطيب مع انتمائه للمذهب البصري في النحو يجوز رأي الفراء الذي يعتبر إماما في النحو الكوفي، ولا يدل هذا إلا على اهتمام الخطيب بآراء الفراء النحوية، وعلى سعة أفقه العلمي حيث لم يتعصب لمذهبه فقط.

الصفحة 161