كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

أثر الكتاب في اللاحقين عليه:
تقبل العلماء قديما وحديثا كتاب درة التنزيل وغرة التأويل للخطيب بالقبول الحسن، وكان ولا يزال عمدة العلماء في موضوعه، بل هو أنموذج فريد لما جاء بعده، لأنه كتاب متمحض للبحث
في توجيه الآيات المتكررة والمشتبهة بحثا شاملا، فلا عجب أن ترك أثره الكبير فيمن صنف بعد
@@@
77
الخطيب في هذا النوع من التأليف.
فلقد استفاد من درة التنزيل العلماء الذين داروا في فلك موضوع هذا الكتاب، ونهلوا منه، فاستفاد منه أصحاب الكتب المتخصصة في توجيه الآيات المتشابهة إلى حد كبير، والمفسرون، وغيرهم، سواء ذكروا الكتاب ومؤلفه، أم تركوا ذلك، لأنه كما أشرنا سابقا أن كتاب درة التنزيل يعتبر أساسا للكتب المؤلفة في موضوعه، ولم نعرف إلى الآن من سبقه إلى التأليف مستقلا.
وقد صرح بذلك الشهاب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي وبين ما قلناه من أصالة، وأهمية لكتاب الدرة في موضوعه حيث يقول:
.. بقي هنا نكتة، وهو أنه جمع اللهو واللعب في آيات، فتارة قدم اللعب كما هنا، وتارة قدم اللهو كما في العنكبوت، فهل لهذا التفنن نكتة خاصة أم لا؟ فأبدى بعضهم لذلك نكتة وزعم أنها من نتائج أفكاره، وليس كما قال: فإنها

الصفحة 164