كتاب درة التنزيل وغرة التأويل

هنا أنسب وأهم، ثم أعقب بالتعريف بوحدانيته تعالى فجاء كل على ما يجب ويناسب..
وقال الحسين بن محمد النيسابوري ت 728هـ في تفسيره غرائب القرآن:
وإنما قال ههنا: (لا إله إلا هو خالق كل شيء) الأنعام: 102 وفي المؤمن بالعكس، لأنه وقع ههنا بعد ذكر الشركاء والبنين والبنات، فكان دفع الشرك أهم، وهنالك وقع بعد ذكر خلق السموات والأرض، فكان تقديم الخالقية أهم.
وقال ابن جماعة ت 733هـ في الموضع السابق:
لما تقدم هنا: (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم..) الأنعام: 100 فناسب تقديم كلمة التوحيد النافية للشرك ردا عليهم، ثم ذكر الخلق.
ولما تقدم في المؤمن كونه خالقا بقوله تعالى: (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس) غافر 57 ناسب تقديم كلمة الخلق ثم كلمة التوحيد.
وقال الآلوسي ت 1270 هـ رحمه الله تعالى في هذا الموضع:

الصفحة 169