كتاب دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين ط مجمع البحوث (اسم الجزء: 1)
- في نقد المتون - بما لم يبلغه الأوائل، مِمَّا زعمه نقداً والله يعلم أنه تَهَجَّمَ وتطاول؟؟!!
بل وكيف غفل المؤلف عمَّا يناقص هذا وهو ما ذكره بعد صحيفة واحدة في [ص 31] عن عمرو (*) بن ميمون قال: «اخْتَلَفْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ سَنَةً فَمَا سَمِعْتُهُ فِيهَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلاَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ، وَأِنَّهُ حَدَّثَ ذَاتَ يَوْمٍ بِحَدِيثٍ فَعَلاَهُ الكَرْبُ حَتَّى رَأَيْتُ العَرَقَ يَتَحَدَّرُ عَنْ جَبِينِهِ»!
وهل يليق به - وقد زعم أنه شيخ النُقَّادِ - أنْ يأتي بروايات يناقض أولها آخرها وآخرها أولها من غير أنْ يعرض لبيان مفصل الحق فيها؟
السِرُّ في هذا يا أخي القارئ أنَّ المؤلف يأخذ ما يشاء بهواه، وَيَدَعُ ما يشاء بهواه وأنه خطف هذا الكلام خطفاً من كلام بعض المُسْتَشْرِقِينَ (¬1) الذين يتتبَّعون شَوَاذَّ الروايات ومَنْحُولِهَا، ونسبه إلى ابن حزم كي يُضْفِي عليه شيئاً من القبول.
طَعْنُهُ فِي حَدِيثِ «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا»:
وفي [ص 37] عرض لحديث «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» وذكر ما قاله الحافظ ابن حجر من وُرُودِ الحديث في بعض رواياته بدون «مُتَعَمِّدًا»، وفي بعضها بذكرها في " الصحيحين " وغيرهما ثم قال: «ولكن من حَقَّقَ النظر وأبعد النجعة في مطارح البحث يجد أنَّ الروايات الصحيحة التي جاءت عن كبار الصحابة ومنهم ثلاثة من الخلفاء الراشدين فيه تلك والكلمة «مُتَعَمِّدًا» وكل ذي لُبٍّ يستبعد أنْ يكون النَّبِي قد نطق بها ... ولعل هذه اللفظة قد تسللت إلى هذا الحديث من طريق الإدراج المعروف عند العلماء، لِيُسَوِّغَ بها الذين يضعون الحديث على
¬__________
(¬1) انظر كتاب " نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي " [للدكتور علي حسن عبد القادر]: ص 71 لترى أنه خطف هذه الرواية المدسوسة من غير تثبت وتَحَرٍّ.
----------------------
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ]:
(*) [في المطبوع ورد (عمر بن ميمون) وإنما هو عَمْرُو بْنُ مَيْمُونْ الأَوْدِيّ، أَبُو عَبْد اللَّه، ويُقال: أبو يحيى الكوفي من أَوْد بْنِ صعب بن سعد العشيرة من مذحج: أدرك الجاهلية ولم يلق النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. (انظر " تهذيب الكمال " للمزي، د. بشار عواد معروف.، 22/ 261. الطبعة: الأولى، 1400 هـ - 1980 م، نشر مؤسسة الرسالة - بيروت. وانظر أيضاً " تهذيب التهذيب " لابن حجر العسقلاني، باعتناء إبراهيم الزيبق وعادل مرشد، 3/ 307 مكتب تحقيق التراث بمؤسسة الرسالة].