كتاب درء تعارض العقل والنقل (اسم الجزء: 2)

ولا يشتبه على ذي عقل، فقال فيما يصيب به من العقوبات في الدنيا: {أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس} (يونس: 24) فحين قال: {أتاها أمرنا} علم أهل العلم أن أمره ينزل من عنده من السماء وهو على عرشه، فلما قال: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة} (الحاقة: 13) الآيات التي ذكرناها، وقال أيضاً: {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا} (الفرقان: 25) و {يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور} (البقرة: 210) و {دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا} (الفجر: 21- 22) علم بما نص عليه الله من الدليل وبما حد لنزول الملائكة يومئذ: (أن هذا إتيان الله بنفسه يوم القيامة، ليلي محاسبة خلقه بنفسه، لا يلي ذلك أحد غيره، وأن معناه مخالف لمعنى إتيان القواعد، لا ختلاف القضيتين) .
إلى أن قال: (وقد كفانا رسول الله صلى عليه وسلم

الصفحة 69