كتاب درء تعارض العقل والنقل (اسم الجزء: 5)

بعيدة عن إدراك بدائة الأذهان لحقيقتها.
لم يكن سبيل الشرائع في الدعوة إليها والتحذير عنها منبهاً بالدلالة عليها.
بل بالتعبير عنها بوجوه من التمثيلات المقربة إلى الإفهام.
فكيف يكون وجود شيء حجة على وجود شيء آخر.
لو لم يكن الشيء الآخر على الحالة المفروضة لكان الشيء الأول على حالته فهذا كله هو الكلام على تعريف من طلب أن يكون خاصا من الناس لا عاماً أن ظاهر الشرائع غير محتج به في مثل هذه الأبواب.
قلت فهذا كلام ابن سينا وهو ونحوه كلام أمثاله من القرامطة الباطنية مثل صاحب الأقاليد الملكوتية وأمثاله من الملاحدة والكلام على هذا من فنين:
أحدهما: بيان لزوم ما ألزمه لنفاة الصفاة الذين سموا نفيها توحيداً من الجهمية المعتزلة وغيرهم.

الصفحة 18