كتاب الإباضية في ميزان أهل السنة

حل قتله واغتياله بأي سبب وصلوا إلى إهلاكه وقتله، كما فعل الإمام جابر بن زيد – رضي الله عنه – حين سئل عن أفضل الجهاد؟ فقال للسائل: أفضل الجهاد قتل خردلة!، فأخذ الغلام خنجرا، فسمَّه، فمضى مع رجل من المسلمين إلى المسجد فنعت له خردلة، فلم يرض حتى وضع الرجل يده على خردلة فانصرف، ودخل الغلام فضربه بين كتفيه، فقتله، فأخذ الغلام، فقتله الوالي بعد ذلك، والله أعلم، وكان خردلة هذا فيما وجدت من أهل الدعوة -أي الإباضية- ثم خرج عنها، وتركها، وجعل يطعن على المسلمين -أي الإباضية-، ويدل على عوراتهم، بذلك استحل جابر رحمه الله قتله. وقد قال جل ثناؤه: {وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر} الآية اهـ.
ويقول ابن أطفيش " قطب الأئمة " في كتابه " الذهب الخالص " (¬1): "ويقتل من طعن في مذهبنا كما فعل بخردلة بأمر جابر حين رجع إلى المخالفين وطعن فينا" أ. هـ.
ويقول أبو يعقوب الوارجلاني في كتاب " الدليل والبرهان " (¬2) ما نصه: " باب أحكام الطاعن في دين المسلمين" ثم ذكر في الباب أدلة جواز قتل الطاعن في دين المسلمين ويقصد بهم الإباضية وكان مما قال:
¬__________
(¬1) الذهب الخالص (ص 66).
(¬2) الدليل والبرهان (2/ 199 – 200).

الصفحة 44