كتاب علل الدارقطني = العلل الواردة في الأحاديث النبوية (اسم الجزء: 1)

وفي الوقت نفسه اهتم بدراسة علم القراءآت، فأخذ القراءة عرضا وسماعا عن مُحمد بن النقاش (15) وعلي بن سَعيد القزاز (16) ، ومن في طبقتهما، وأصبح على معرفة جيدة بالقراءات وأصولها ومسائلها وبرع فيها براعة بالغة جعلت الناس يقولون: إِن الدارقطني يخرج مقرئ البلاد.
فقد حَدَّثَنا عن نفسه فقال: " كنت أنا والكتاني (17) نسمع الحديث، فكانوا يقولون: يخرج الكتاني محدث البلاد، ويخرج الدارقطني مقرئ البلاد، فخرجت أنا
محدثا والكتاني مقرئا " (18) .
وكان الدارقطني مضطلعا بعلم القراءات فصنف فيها كتابا موجزا جمع الاصول في أبواب عقدها أول الكتاب، حتى قيل فيه: لم يسبق أَبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الابواب المقدمة في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم ويحذون حذوه (19) .
كما أَنه كان مضطلعا بالفقه، فإنه كان فقيها على مذهب الإمام الشافعي، تفقه على أَبي سَعيد الاصطخري (20) الفقيه الشافعي، وقيل: بل أخذه عن صاحب لابي سعيد (21) .
وكان عارفا باختلاف العلماء ومذاهبهم، فهو كما قال الخطيب (22) : " فان كتاب السنن الذي صنفه يدل على أَنه كان ممن اعتنى بالفقه، لانه لا يقدر على جمع
__________
15 - هو: محمد بن الحسن بن محمد، أبو بكر المقرئ النقاش، توفي سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
تاريخ بغداد 2 / 201 - 205.
16 - توفى قبل الاربعين وثلاثمائة.
انظر ترجمته في غاية النهاية 1 / 543 - 544.
17 - هو: عمر بن إبراهيم بن أحمد، توفي سنة تسعين وثلاثمائة.
غاية النهاية 1 / 587 - 588.
18 - انظر المنتظم 7 / 184.
19 - انظر تاريخ بغداد 12 / 34 - 35.
20 - هو: الحسن بن أحمد بن يزيد، توفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
تاريخ بغداد 7 / 268 - 270.
21 - انظر تاريخ بغداد 12 / 34 - 35، ووفيات الاعيان 3 / 297.
22 - هو: أحمد بن علي الخطيب البغدادي، توفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
التذكرة: 3 / 1135 - 1146.
(*)

الصفحة 11