كتاب ارتشاف الضرب من لسان العرب لأبي حيان الأندلسي (اسم الجزء: 5)
ومذهب البصريين إبقاء الحرف على موضوعه الأول، إما بتأويل يقبله اللفظ، أو تضمين الفعل معنى ما يتعدى به، وما يمكن فيه ذلك، اعتقدوا أن أحد الحرفين موضوع موضع الآخر، وقد تقدم شيء من ذلك في باب حروف الجر، واسما مفردًا من مفرد، مشتق من اسمه نحو قوله:
فإن تنسنا الأيام والدهر تعلموا … بني قارب أنا غضاب لمعبد
أي لعبد الله بدليل قوله:
تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسًا … فقلت أعبد الله ذلكم الردى
أو شريكه في المعنى نحو قوله:
حدوا بأبي أم الرئال فأجفلت … نعامته عن عارض متلهب
أي بأبي نعامته، وهي كنية قطري، أو هو منه ينسب نحو قوله:
بجلالة توفى الجديل سريحة … مثل الفنيق هنأته بعصيم
أي بهناء، والعصيم أثر الهناء، أو مباينه فيستعار له، وأكثره في الذم نحو قوله:
الصفحة 2442
2677