كتاب الإخاء الديني ومجمع الأديان وموقف الإسلام
تعمل باسم الإسلام والمسيحية ضد الإلحاد العلمي الماركسي وضد الشيوعية.
وإذا كانت جماعة علمية دينية: ماذا يصنع الطرف المسيحي في قول القرآن الكريم:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59]. (فهو في نظر القرآن إنسان بشر وليس إلهًا أو ابنًا للهِ).
{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [آل عمران: 60] (وكون عيسى شبيهًا بآدم في بشريته وإنسانيته، هو الحق نطق به المولى - جَلَّ جَلاَلُهُ -، {فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ، فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [آل عمران: 60، 61] (عن طريق وحي الله ببشريته) {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61].
{إِنَّ هَذَا (أي ما أوحي إليك أيها الرسول من بشرية عيسى) لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} (¬1).
فالقرآن هنا يعلن بشرية المسيح، وبالتالي يعلن وحدة الألوهية لله - جَلَّ شَأْنُهُ - ويصف من يولي ظهره لهذه الحقيقة بالمفسد، ويصب عليه لعنة الله لأنه من الكاذبين عندئذٍ.
فهل الطرف المسيحي في جماعة الإخاء الديني، هل الآباء في هذه الجماعة على استعداد لتصديق القرآن في بشرية عيسى، وفي وحدة الألوهية؟. وعندئذٍ يكونون قد استجابوا لنداء القرآن لأهل الكتاب عامة، في قول الله تعالى:
¬__________
(¬1) [آل عمران: 62، 63].
الصفحة 4
24