كتاب العقد الفريد (اسم الجزء: 4)

والطاء والظاء والكاف والعين والغين، ورأس كل مرسل برأس القلم؛ واكتب الجيم والحاء والخاء والدال والذال والراء، والمطة السفلى من الصاد والضاد والطاء والظاء والكاف والعين والغين، بالسن السفلى من القلم وامطط بعرض القلم، والمط نصف الخط، ولا يقوى عليه إلا العاقل، ولا أحسب العاقل يقوى عليه أيضا إلا بالنظر إلى اليد في استعمالها الحركة. والسلام.
وقال ابن طاهر لكاتبه: ألق دواتك، وأطل سنّ قلمك، وفرّج بين السطور، وقرمط «1» بين الحروف.
وقال إبراهيم بن جبلة: مر بي عبد الحميد وأنا أخط خطاّ رديئا، فقال لي: أ [لا] تحب أن يجود خطّك؟ قلت: بلى. قال: أطل جلفة القلم وأسمنها؛ وحرّف قطّتك وأيمنها. ففعلت فجاد خطي.
وقال العتابي: ببكاء القلم تبتسم الكتب.
وقال بعض الحكماء: أمر الدين والدنيا تحت سنان السيف والقلم.
وقال حبيب الطائي:
لولا مناشدة القربى لغادركم ... حصائد المرهفين: السيف والقلم
وقال أرسطا طاليس: عقول الرجال تحت سنّ أقلامهم.
وقال أبو حكيمة: كنت أكتب المصاحف، فمر بي عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه، فقال: أجلل قلمك. فقصمت من قلمي قصمة، فقال: هكذا نوره كما نوره الله.
وكان ابن سيرين يكره أن يكتب القرآن مشقا «2» ، وقال: أجود الخط أبينه.
وقال سليمان بن وهب: زيّنوا خطوطكم بإسبال ذوائبها.

الصفحة 278