كتاب العقد الفريد (اسم الجزء: 6)

كيف أهدأ ولا يزال قتيل ... من بني وائل ينسّي قتيلا
غيّبت دارنا تهامة في الده ... ر وفيها بنو معدّ حلولا
فتساقوا كأسا أمرّت عليهم ... بينهم يقتل العزيز الذليلا
فصبحنا بني لجيم بضرب ... يترك الهام وقعه معلولا
لم يطيقوا ان ينزلوا ونزلنا ... وأخو الحرب من أطاق النزولا
انتضوا معجس القسّبي وأبرق ... نا كما توعد الفحول الفحولا «1»
قتلوا ربّهم كليبا سفاها ... ثم قالوا ما إن نخاف عويلا
كذبوا والحرام والحلّ حتى ... يسلب الخدر بيضه المحجولا «2»
ويموت الجنين في عاطف الرح ... م ونروي رماحنا والخيولا
وقال ايضا يرثيه:
كليب لا خير في الدنيا ومن فيها ... إذ أنت خلّيتها فيمن يخلّيها
كليب أيّ فتى عزّ ومكرمة ... تحت السقائف إذ يعلوك سافيها «3»
نعى النعاة كليبا لي فقلت لهم ... مالت بنا الارض أو زالت رواسيها
الحزم والعزم كانا من صنيعته ... ما كلّ آلائه يا قوم أحصيها
القائد الخيل تردي في أعنتها ... زهوا إذا الخيل لجّت في تعاديها
من خيل تغلب ما تلفى أسنّتها ... إلا وقد خضبوها من أعاديها
يهزهزون من الخطّيّ مدمجة ... كمتا أنابيبها زرقا عواليها «4»
ترى الرماح بأيدينا فنوردها ... بيضا ونصدرها حمرا أعاليها
ليت السماء على من تحتها وقعت ... وانشقّت الارض فانجابت بمن فيها
لا أصلح الله منّا من يصالحكم ... ما لاحت الشمس في أعلى مجاريها

الصفحة 73