كتاب العقد الفريد (اسم الجزء: 7)

حسبك بها منة، وحسبك بي شاكرة، قلت: ففي قلبك من تلك الشهوة شيء؟ قالت:
لذع في الفؤاد، وأما تلك الغلمة «1» التي كانت تنسيني الفريضة وتقطعني عن النافلة فقد ذهب تسعة أعشارها! فوقفت عليها وقلت: ألك حاجة إن أزم حالك؟ قالت:
لا، أنا في فائت من العيش! فلما نهضت لاقوم قالت: على رسلك، لا تنصرف خائبا! ثم ترنمت بصوت تخفيه من جارتها:
ولي كبد مقروحة، من يبيعني ... بها كبدا ليست بذات قروح
أبى الناس كلّ الناس لا يشترونها ... ومن يشتري ذا علّة بصحيح
ابن الجهم وقينة
: أبو بكر بن جامع عن الحسين بن موسى، قال: كتب علي بن الجهم إلى قينة كان يتعشقها:
خفي الله فيمن قد تبلت فؤاده ... وتيّمته دهرا كأنّ به سحرا «2»
دعي الهجر لا أسمع به منك إنما ... سألتك أمرا ليس يعري لكم ظهرا
فكتبت إليه: صدقت، جعلت فداك؛ ليس يعرى لنا ظهرا، ولكنه يملأ لنا بطنا!
أبو بكر الكاتب وقينة ابن حماد
: وكان أبو بكر الكاتب مفتتنا بقينة محمد بن حماد، فأهدى إليها ممسكة، فقال فيها بعض الكتاب:
أهدى إليها قميصا ... ينيكها فيه غيره
فللسعادة حرها ... وللشّقاوة أيره

الصفحة 76