كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

لَهُ عَسْكرا خَيْلٍ وطَيْرٍ إذا رَمَى ... بَها عَسْكَراً لم تَبقَ إلاَّ جَمَاجِمُهْ
ثم ذكر أن الطير تصحب خيله اعتياداً لكثرة وقائعها، على نحو قول النابغة.
إذا ما غَزَوا بالجيشِ حلق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب
فكأنها لملازمتها عسكره من عديد جيشه وحشمه، فإذا رمى عسكراً بخيله وطيره أهله، ولم يبق منه غير جماجم أهله.
أجِلَّتُها من كُلَّ طَاغٍ ثَياُبُه ... وَمْوطُئَها مِنْ كُلَّ بَاغٍ مَلاَ غُمهُ
ثم ذكر قدرته على أعاديه، واستعلاءه على مخالفيه، فقال: إن جلال خيله من ثياب طغاتهم، وماطئها ملاغم أفولههم، مشيراً بذلك إلى قتلهم، والملاغم: ما حول الفم، وليس تتم الصفة التي ذكر إلا بعد الإمعان في قتلهم، وإهلاكه لهم، وبلوغ الغاية في الظهور عليهم.

الصفحة 167