كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

وإن الذي سَمَّى عَلِيَّاً لَمُنْصِفُ ... وإنَّ الذي سَمَّاهُ سَيْفاً لَظَالِمُهْ
ولما ذكر أن الدهر طوعه، والموت معينه، قضى بالظلم على من سماه سيفاً؛ لتقصر السيف عنه، وبالإنصاف على من سماه علياً؛ لمشاكلة العلو له، وجعل هذا الاسم، وإن كان علياً علماً مخصوصاً، صفة مشتقة له، تشاكل حاله، وتوافق حقيقته.
وما كُلُّ سَيْفِ يَقْطَعُ الهامَ حَدُّهُ ... وتَقْطَعُ لَزْبَاتِ الزَّمَانِ مَكَارِمُهْ
ثم أكد ذلك بقوله: أنه لا يوجد سيف غيره يقطع الهام حده، ويوجب الخصب
فضله، وتقطع لزبات الزمان مكارمه، وهي الشدائد، فبين أن فضله على السيف فضل ظاهر، وشرفه عليه شرف بين، وأنه يقصر عنه، ويتواضع دونه.

الصفحة 172