كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

ثم سأله انتظار سكون المطر وهدوئه، إذ قد افضل منه ما لا يشبه جود الممدوح، حتى شككه في من يستحقه من الفريقين؛ تغلب قومه أم خيا السحاب الذي هو يشبهه.
وَكُنْتُ أَعِيبُ عَذْلاَ في سَمَاحٍ ... فها أَنا في السَّمَاحِ لَهُ عَذُولَ
ذكر: أنه كان يعيب العذل في السماح حتى رأى جود الممدوح، فرأى من إفراصه، ما أوجب عليه أن يأتي في عذله على جوده، ما كان ينهى عنه
وَمَا أَخْشَى نُبُوَّكَ عن طَريقٍ ... وَسَيْفُ الدَّوْلةِ اَلْماضِي الصُّقِيل
ثم قال: إنه لم ينهه عن الرحيل في المطر إلا رغبة في الاستكثار منه، لا خوفاً لنبوه عن وحل الطريق وخصوبته، فهو سيف الدولة الماضي حده، الصقيل متنه.
وَكُلُّ شَوَاةِ غِطْريفٍ تَمَنَّى ... لِسَيْرِكَ أَنَّ مَفْرِقَهَا السَّبِيلُ
يريد: أن الطريق تتشرف به، وتأتي على جمع الوجوه له. حتى أن رؤوس السادة
تود أن مفارقها بدل من طرقه، لتزداد شرفاً بسيره فيها، ورفعة باقترابه منها.

الصفحة 180