كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

زوالها، والتحقق لامتناع وصالها وإن سرورها يعقبه الحزن، وحياتها يقطعها الموت.
نَصِيْبُكَ في حَيَاتِكَ مِنْ حَبيبٍ ... نَصِيبُكَ في مَنَامِك من خَيَال
يقول: إن نصيب الإنسان من وصال حبيبه في حياته، كنصيبه من وصال خياله في منامه؛ لاتفاق الأمرين في سرعة انقطاعهما، واشتباههما في صحة زوالهما، وإن الحالين كلاهما يعدم، ويحدث عنه ويمتثل، فما ظنك بحق يشبه الباطل، ويقظة يشاكلها النوم.!
رَماني الدَّهْرُ بالأرزاءِ حتَّى ... فُؤادي في غِشاءٍ من نِبالِ
ثم ذكر: أن الدهر قصده بفجائعه، ورماه بمصائبه، واعتمده بسهامه، وأثبت فيه نصاله، حتى صار منها في غشاء يشمله، ووعاء يعمه.
فِصرْتُ إذَا أصَابتْني سِهامَ ... تَكَّسَرتِ النَّصالُ على النِّصَالِ
قال: فهو إذا أصابه الدهر بخطب من خطوبه، وصرف من صروفه،

الصفحة 185