كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

وأبرزت الخدور من نوادي هذه الميتة وحشمها، مخبآت غذتهن النعمة، وأنشأتهن الرفاهية، فهن يضعن النفس من وجوههن موضع الغالية.
أتَتْهُنَّ المُصِيْبَةُ غَافِلاتٍ ... فَدَمْعُ الحُزْنِ في دَمْعِ الدَّلاَلِ
الدلال: الدالة.
يقول: أتتهن المصيبة على حين غفلة، ولم يكن من المصائب على عادة، فهن يظهرن الدلال مع الحزن، ويبدين الوله مع الحسن.
وَلو كانَ النَّسَاءُ كَمَنْ فَقَدْنَا ... لَفُصِّلَتِ النَّسَاءُ عَلَى الرِّجالِ
يقول: لو كمل النساء كمال هذه الفقودة، واحتزن ما احتازته من الفضل، لبان فضل النساء على الرجال، فرب تأنيث يقصر التذكير عنه، ولا يبلغ مبلغه، ولا ينال موضعه.
وَمَا التَّأنِيثُ لاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبُ ... ولا التَّذْكيرُ فَخْرُ لِلْهلاَلِ
ثم بين ذلك بأن الشمس مؤنثة، والفضل لها، والقمر مذكر، وليس يعدل بها.
وأفْجَعُ مَنْ فَقَدْنَا مَنْ وَجَدْنَا ... قُبَيْلَ الفَقْدِ مَفْقُودَ المِثالِ
ثم قال: إن أعظم المفقودين فجيعة، وأجلهم مصيبة، من فقد

الصفحة 193