كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

الكاذة: لحم مؤخر الفخذ.
ثم ذكر: أن هذه الخيل ركضت المدة التي ذكرها، وبلغت من الظفر إلى الغاية التي وصفها، وهي كالمتفحجة لكرمها ونشاطها، لم تحتك كاذتاها. ولا تدانت عراقيبها. وهذا يحدث على الخيل الهجن عند الركض الشديد، بل كان ما بين كاذتي المغير منها كالذي بين كاذتي البائل، لم تستحل عن خلقها، ولا اضطربت في شيء من أمرها.
فَلُقَّينَ كلَّ رُدْينيَّةٍ ... وَمَصْبوحةٍ لَبَنَ الشَّائلِ
الردينية: الرماح تنسي إلى ردينة؛ اسم امرأة كانت تبيع الرماح في الجاهلية، والشائل: الناقة التي ابتدأ حملها فحف لذلك لبنها، والمصبوح من الخيل: الذي يسقى اللبن صباحاً لكرامته على صاحبه.
فيقول: إن خيل سيف الدولة بعد جهدها في الطلب، وإغراقها في الركض، لقيت مع الخارجي أشداء الأعراب، الذين يطاعنون بالرماح، وتعدو بهم كرائم الخيل التي تؤثر باللبن عند قلته، ويكون صبوحها مع شدة الحاجة إليه.

الصفحة 206