كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

الفرات: نهر معروف، والأعاصير: الرياح الكثيرة الغبار، واحدها إعصار، والمقتبل: الذي تناهى شبابه، ولا أثر فيه للكبر.
فيقول: إن على الفرات، وهو في حدود أعمال الديلمي، غبرات من العجاج، تثيرها كتائب سيف الدولة، وفي حلب، دار مستقرة من الشام توحش منها لملك، قد عوده الله الظهور على أعاديه، ولقاه النصر في مقاصده، مقتبل في شبيبته، متناه في قوته.
تْتُلُو أَستَّنُهُ الكُتْبَ التي نَفَذَت ... وَيَجْعَلُ الخيلَ أَبْدالاً من الرُّسل
ثم قال: مشيرا إلى أمر الديلمي: ينذر أعاديه بكتبه، ويعذر إليهم برسله، فإذا قامت حجته عليهم، تلت أسنته كتبه، وعاقبت خيوله رسله، وكان إيقاعه بهم، بدلاً من تحذيره لهم.
يَلْقَى الملوكَ فلاَ يَلْقَى سِوَى جَزَىٍ ... وما أَعَدُّو فلا يَلْقَى سوى نَقَلِ
النقل: الغنيمة.
فيقول: إن سيف الدولة يلقى الملوك إذا خالفته، فلا يلقى منها

الصفحة 219