كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

في أمره، حتى كأن صروفه تنصرك، باعتمادها له، وخطوبه تعينك، في اغترائها به.
أنْتَ الذي بَجَحَ الزَّمَانُ بِذْكِره ... وتَزَيَّنَتْ بِحَديثهِ الأسْمارُ
بجح الرجل بالشيء: إذا كان يهذي به فرحاً، والسمر: حديث القوم بالليل.
فيقول: أنت الذي كلف بذكره، وزهي بموضعه، وتزين السمر بحديثه، وحسن بما تضمنه من خيره.
وإذَا تَنَكَّرَ فالفَنَاءُ عِقَابُهُ ... وإذا عَفَا فَعَطاؤُهُ الأعْمَارُ
ثم قال: وأنت يقترن الفناء بعقابه إذا غضب، وتستدام الحياة بعفوه إذا رضي، فسخطه هلك، ورضاه نجاة.
وَلَهُ وإنْ وَهَبَ المُلُوكُ مَوَاهِبُ ... دَرُّ المُلُوكِ لِدَرَّهَا أغْبَارُ
الدر: اللبن الكثير، والغبر: بقية اللبن في الضرع، وجمعه أغبار.
فيقول: إن لسيف الدولة، إذا فذوكرت مواهب الملوك، مواهب

الصفحة 229