كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

ومِثْلُكَ لا يُبْكَى على قَدْرِ سِنِّهِ ... ولكِنْ عَلى قَدْرِ المْخِيْلَةِ والأصْل
المخيلة: السحابة التي يتأكد الرجاء في مطرها، وبها سميت الدلالة الصادقة في الشيء مخيلة.
يقول: ومثلك لا يبكى على قدر سنه، وما انصرم من يسير عمره، ولكن على قدر مخيلة نجابته، وما يتيقن من جليل سيادته، وما يعليه من أصيله الكريم، ويسمو به من نسبه الرفيع.
أَلَسْتَ مِنَ القَوْمِ الذي مِنْ رِمَاحِهمْ ... نَدَاهُمْ وَمِنْ قَتْلاَهُمُ مُهْجَةُ البُخْلِ
يقول: ألست من القوم الذين كرمهم من سلاحهم، ونداهم من رماحهم، ومهجة البخل من قتلاهم، فهم يسطون على الأعداء بما يرتهنونهم به من الفضل، ويتكلمونهم بما يشيعون فيهم من الجود.
بِمَوْلُودِهمْ صُمْتُ اللِّسَانِ كَغَيْرهِ ... ولَكِنَّ في أعْطَافِهِ مَنْطِقَ الفَضْلِ
عطف الرجل: جانبه من رأسه إلى وركه.

الصفحة 235