كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

ويأكل جسمه بإبلائه له قبل بلوغه سن الأكل؟ يشير إلى اخترام الموت له في سن الطفولية.
وَقَبْلَ يَرَى مَنْ جُودِهِ ما رَأيْتَهُ ... وَيَسْمَعَ فيه ما سَمِعْتَ مِنَ العَذْلِ
ثم قال، مخاطباً لسيف الدولة: وقبل أن يرى من عموم جوده ما رأيته، ويشهد من
كثرته ما شهدته، ويسمع من العذل فيه كالذي سمعت، ويعرض عنه كما أعرضت. ودل بكثرة العذل عليه، علي قلة إصغائه غليه، وحذف أن من كلامه، وهو يريدها في قوله: (وقبل يسرى). والعرب تفعل ذلك: قال الشاعر وهو طرفه.
(ألا أيُّهذا الزَّاجري أحْضُرَ الوَغَى)
يريد: أن أحضر، فحذف لدلالة الكلام على ما أراد.
وَيَلْقَى كَما تَلْقَى من السَّلْمِ والوَغَى ... وَيَمْسِي كَمَا تَمْسِي مَلِيكاً بلا مِثْلِ
يقول: ويلقى كالذي تلقاه من عظيم سلطانك، وارتفاع شأنك

الصفحة 242