كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 1)

وخيّره بين فرسين: دهماء وكميت، فقال ارتحالاً:
اخْتَرْتُ دَهْمَاَءتَيْنِ يا مَطَرُ ... وَمَنْ لَهُ في الفَضَائِلِ الخِيَرُ
الخيرُ: جمع خيرة، وخيرة الشيء: أرفعه.
فيقول لسيف الدولة: اخترت دهماء هاتين الفرسين، وأسقطها التي للتنبيه، كما تقول في المذكر: اخترت أفضل دين، وأنت تريد هاذين، وشبهه بالمطر في عموم جوده، وتدفق كرمه، فقال له: يا مطر، ويا من له من الفضائل أجلها رتبة، وأبينها رفعة.
وَرُبَّما فَالَتِ العيونُ وَقَدْ ... يَصْدُقُ فِيها وَيَكْذِبُ النَّظَرُ
قال الشيء: إذا أخطأ.
ثم قال: ربما أخطأت العيون فيما تؤثره، وغلطت فيما تتخيره، فالنظر يصدق ويكذب، ولست أبرئ نفسي من ذلك، فيما تخيرته. واستحسنته.
أنْتَ الذي لو يُعَابُ في مَلاءٍ ... ما عيبَ إلاَّ بأنَّهُ بَشَرُ

الصفحة 248