كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)
وَلَولاَ أَيَادي الدَّهْرِ في الجَمْعِ بَيْنَنَا ... غَفَلْنَا فَلْم نَشْعُرْ لَهُ بِذُنُوبِ
ثم يقول: ولولا أيادي الدهر في الجمع بين الأحبة، والتأليف بين أهل الصفاء والمودة، وتغييره لذلك بتفريق ما جمع، وتشتيت ما ألف، غفلنا عنه، ولم نشعر بذنوبه، وأعرضنا عما تقلبنا فيه من صروفه.
وَلَلَتَّرْكُ للإِحْسَانِ خَيرُ لُمِحْسنٍ ... إذا جَعَلَ الإحسانَ غَيْرَ رَبِيبِ
الربيب: الموصول، يقال رببت الشيء إذا وصلته.
ثم قال، مؤكدا لما قدمه: وترك الإحسان من المنعم به، والإمساك عنه من المعتقد له، أفضل من أن يبتديه ولا يصله، ويعتقده ولا يشفعه، يشير إلى أن إحسان الدهر في الجمع بين المتآلفين من أهله، لا يقوم بإساءته فيما يعقب ذلك من تفريق جمعهم، وتشتيته لشملهم.
وإنَّ الذي أَمْسَتْ نِزارُ عَبِيدهُ ... غَنَّيُّ عن اسْتِعْبَادِهِ لِغِريبِ
ثم يقول، مشيراً إلى سيف الدولة: وإن الذي أمست نزار، ومنها مضر وربيعة، وهما سادات العرب، عبيد طاعته، وأنصار دعوته،
الصفحة 10
352