كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)

وخدام دولته، غني عن غريب من العجم يصطنعه، وجليب منهم يستعبده. يشير إلى أن سيف الدولة، وهو رئيس جماهير العرب، غني عن أن يتكثر بيماك، وهو جليب من أبناء العجم.
كَفَى بِصَفاءٍ الوُدَّ رِقَّاً لِمثلهِ ... وبالْقرْبِ مِنْهُ مَفْخَراً لِلَبيبِ
ثم قال: يكفيه من تملك رق العرب، ما أصفوه من ودهم، وبذلوه من نصحهم، ويكفيهم من التشرف به، اختصاصه لهم، واستخدامه بهم، ففي القرب منه للبيب مفخر يرفعه، وشرف يرضيه ويقنعه.
فَعُوَّضَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ الأَجْرَ إنَّهُ ... أَجَلُّ مَثَابٍ من أَجَلَّ مُثِيبِ
ثم يقول: فعوض الله سيف الدولة من مصابه بجزيل الأجر، وأثابه فيه بكريم الذخر، فإن ذلك أجل ثواب يعلم، والمثيب به أجل مثيب يسأل.
فَتَى الخَيْلِ قَدْ بَلَّ النَّجِيعُ نُحُورَها ... تَطَاعنُ في ضَنْكِ المَقَامِ عَصِيبِ
العصيب: الشديد، والضنك: الضيق.
ثم وصف حال سيف الدولة، فقال: هو فتى الخيل الذي يمتثل

الصفحة 11