كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)
فيقول: وذكرت فتانة العينين، بفتورهما وسحرهما، قتالة الهوى، بتمكينه من النفوس، واستيلائه عليها، إذا نفحت روائح طيبها شيخاً، جددت شبيبته، وصرفت إلى التصابي نيته.
لها بَشَرُ الدُّرَّ الذي قُلَّدَتْ بِهِ ... وَلْم أَرَ بَدْرَاً قَبْلَهَا قُلَّدَ الشُّهْباَ
البشر: جمع بشرة، وهي ظاهر جلد الإنسان، واستعار ذلك في الدر، والشهب: النجوم. ثم قال: إنها تقلدت من الدر ما يشبه النجوم بحسنه، ويماثلها بارتفاعه في جنسه، وإن بشرها بشر ذلك الدر حسناً وبهجة، وصفاء ورقة، ولم ير قبلها بدراً ضمنت الكواكب عقوده، واشتملت عليها قلائده. فأشار بهذه العبارة إلى أن محبوبته هي البدر في حقيقتها، والقمر الطالع عند أهل التأمل لها.
فَيَا شَوْقِ ما أَبْقَى وَيَاليِ مِنَ الهَوَى ... ويا دَمْعِ ما أَجْرَى ويا قَلْبِ ما أصْبَا
الصفحة 20
352