كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)

لَعَلّ لِسيْفِ الدَّوْلَة القَرْمِ هَبَّةً ... يَعِيْشُ بها حَقُّ ويَهْلِكُ بَاطِلُ
ثم يقول: لعل لسيف الدولة انتباها يتأمل به مغالطة هؤلاء المقصرين في شعرهم، المتأخرين في مدحهم، فيحيا بذلك التأمل ما أهدي إليه من الحق، ويهلك معه ما يتزينون به من الباطل والإفك.
رَمَيْتُ عِدَاهُ بالقوافي وَفَضْلِهِ ... وَهُنَّ الغَوازي السَّالماتُ القَواتِلُ
ثم قال: رميت عداه بما قيدته أشعاري من مدحه، وما خلدته من مكارمه وفضله، وهن الغوازي السالمات في غزوهن، القاتلات للأعداء بعفوهن؛ لأنهن يسرعن في السير دون تكلف، ويقتلن من اعتمدنه بغير تخوف.
وَقَدْ زَعَموا أن النُّجومَ خَوَالدُ ... ولَوْ حَارَبْتهُ نَاحَ فيها الثَّواكِلُ
ثم يقول: وقد زعموا أن النجوم لا تحيا وتهلك، وتعدم وتوجد، وأنها خوالد إلى أن تفنى جملتها، وتنتقص باقتراب الساعة بنيتها، ولو حاربت سيف الدولة لانقلبت أحوالها بسعده، ولنالها القتل بإقبال جده، وأشار بنوح الثواكل إلى ذلك.

الصفحة 223