كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)
وَعَيْنُ المُخْطِئينَ هُمُ وَلَيْسُوا ... بأَوَّلِ مَعْشَرٍ خَطِئُوا فَتَابُوا
ثم يقول له: وبنو كلاب عين المخطئين في الإقدام على معصيتك، مع الإقرار بسالف نعمتك، وليسوا بأول من أثم فتاب عن إثمه، وغوى فاستبصر ورجع عن غيه.
وأَنْتَ حَيَاتُهُمْ غَضِبَتْ عَلَيْهمْ ... وَهَجْرُ حَيَاتِهم لَهُمُ عِقَابُ
ثم قال له: وأنت لهم كالحياة التي لها يسعون، وبها يعيشون، وهجر حياتهم لهم عقاب عما جنوه، وجزاء بالغ فيما أتوه.
وما جَهِلَتْ أَيَادِيكَ البوَادي ... وَلكِنْ رُبَّما خَفِي الصَّوَابُ
ثم قال له: وما جهل أهل البادية من الأعراب فضلك عليهم، وآثارك المشكورة فيهم، ولكن حرموا الصواب في فعلهم، والسداد في أمرهم، وقد يخفي الصواب على قاصده، ويبعد السداد على طالبه.
وَكَمْ ذَنْبٍ مُوَلَّدُهُ دَلاَلُ ... وكَمْ بُعْدٍ مُوَلَّدُهُ اقتِرَابُ
ثم قال، مشيراً إلى ثقة بني كلاب بتجاوز سيف الدولة عنهم، أخرجهم إلى ما أنكره منهم: ورب ذنب قاد الدلال إليه، وقرب ضر صاحبه فأحدث البعد عليه.
وَجُرْمٍ جَرَّهُ سُفَهَاءُ قَوْمٍ ... وَحَلَّ بِغَيْرِ جَارِمِهِ العَذَابُ