كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)
ولا تفعل، فكيف ظنك بها إذا كانت عربا نزارية، وصريحة في الشرف تغالبية؟ يشير إلى سيف الدولة، لأنه من بني تغلب، وتغلب من ربيعة، وربيعة بن نزار.
ويُرْهَبُ ناب اللَّيثِ واللَّيْثُ وَحْدَهُ ... فكيف إذا كان الليوثُ له صَحْبا
ثم قال: ويرهب ناب الليث، والليث وحده، وليس له جيش يعضده، ولا جمع
يؤيده، فكيف بأسد تصحبه الأسود، وتمثيل أمره، وتطيعه ولا تخالف رأيه؟ يشير إلى سيف الدولة، وأنه الأسد في بأسه، ويفضله بسلطانه وجيشه.
ويُخْشَى عُبَابُ البَحْرِ وهو مَكَانَهُ ... فَكَيْفَ بِمْنَ يَغْشَى البلادَ إذا عَبَّا
عباب السيل: مقدمة، وعبه: تدفعه.
فيقول: ويخشى عباب البحر، ويرتقب بأسه، وهو مقصور على مكان لا يتعداه، ومستقر لا يتخطاه، فكيف ببحر إذا عب غشى البلاد فأدرك بعيدها، واستباح منيعها؟ يشير إلى سيف الدولة، وأنه البحر الذي لا تمتنع منه مطالبه، ولا تتعذر عليه مقاصده.
الصفحة 24
352