كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)
الطعان، ولم يصبر على مضضها، وأشفق منها ولم يوطن على ألها. وهكذا يفقل مغلوباً من كان الرعب غنيمته، والفرار من الأعداء غايته.
َوَهلْ َردَّ عَنهُ بالُّلقَانِ وقُوفه ... صُدُور الَعَوالي وُالمطَهَمةَ الُقَّبا
المطهمة: الحسنة الخلق، والقب: الضامرة البطون، يريد: الخيل.
ثم قال، زارياً عليه، وباسطة لعذره في هزيمته: وهل أغنى عنه وقوفه باللقان وتجلده؟ وهل منع ذلك منه صدور الرماح المسددة، وحملات الخيول القب المطهمة؟ فلا لوم عليه في فراره إذا كان الوقوف لا ينفعه، ولا حظ له في التجلد، إذا كان التجلد لا يعصمه.
مَضَى بَعْدَما التفَّ الرَّمَاحَانِ ساعة ... كما يتلقى الهدب في الرقدة الهدبا
قوله: (بعدها التف الرماحان ساعة)، الرماحان يريد: رماح أصحاب سيف الدولة ورماح الروم، وثنى الجمعين، لأنه جعلهما حيزين، فثناهما، كان كل واحد منهما اسم على حياله، والعرب تفعل
الصفحة 29
352