كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)
ماشية؛ لشدة وجلهم، ولم توقد لهم بالليل نار؛ لاستحكام مخافتهم وحذرهم.
حِذَارَ فَتىً إذا لَمْ يَرْضَ عَنْهُمْ ... فلَيْسَ بِنَافعٍ لَهُمُ الحِذَارُ
ثم قال: حذاراً من سيف الدولة، وهو الفتى الذي إذا لم ترضه طاعتهم عنهم، فليس يمنعه حذرهم منهم، يريد: أن من خالفه لا يعصمهم إلا الخضوع لأمره، ولا يدفعه عنهم إلا التسليم لحكمه.
تَبِيْتُ وُفودُهُم تَسْري إلَيْه ... وَجَذْوَاهُ الَّذي سَأَلوا اغْتِفَارُ
ثم يقول: تبيت وفود بني نمير تسري إلى سيف الدولة، بما يبذلونه من طاعتهم، وما يظهرونه من خضوعهم واستكانتهم، والعطاء الذي يسأله وفودهم أن يتغمد سيف الدولة زللهم، ويغفر ما تقدم لهم.
فَخَلَّفَهُمْ بِرَدَّ البِيضِ عَنْهُمْ ... وَهَامُهُمُ لَهُ مَعَهُمْ مُعَارُ
ثم قال: فخلفهم سيف الدولة بكفه السيوف عنهم، وعفوه الذي بذله لهم، وهامهم
الذي معهم كالعارية، يشير إلى أنه قد كان أشرف على قتلهم، واحتياز رؤوسهم، فأعرض عن ذلك إعراض المغتفر، وتركه ترك المقتدر، فصارت هامهم عنده بعارية بذلها، وعطية منه تفضل بها.
هُمُ مِمَّن أَذَمَّ لَهُمْ عَلَيْهِ ... كَريمُ العِرْقِ والحَسَبُ النُّضَارُ
ثم قال، يريد بني نمير: هم من قبائل من بني عامر بن صعصعة الذين
الصفحة 314
352