كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)

أذم لهم على سيف الدولة كريم نسبه في العرب الذي يجمعه بهم، وخالص حسبه الذي يعطفه عليهم. فأشار إلى أن حفظ سيف الدولة لقرابتهم أوجب لهم صفحة، ومراعاته فيهم لذلك ضمن لهم عفوه.
فَأَضْحَى بالْعَواصمِ مُسْتَقرَّاً ... وَلَيْسَ لِبَحْرِ نَائِلِهِ قَرَارُ
ثم يقول: وأضحى سيف الدولة مستقراً في العواصم بنفسه، ولا قرار لبحر نائله وفضله؛ لأن جوده يعم ويشمل، وعطاياه تسير وتظعن.
وَأَضْحَى ذِكْرُهُ في كُلَّ أَرْضٍ ... تُدَارُ عَلَى الغِنَاءِ بِهِ العُقَارُ
ثم قال: وأضحى ذكره في كل أرض، لطيب خبره، وكرم موقعه، وأثره تدار الخمر على الغناء به، فيسر ويطرب، ويروق ويعجب. يشير إلى أن ألحان الغناء تستعمل كثيراً في مدائحه، وتزين بما يتضمنه الشعر من مناقبه.
تَخِرُّ لهُ القَبَائِلُ سَاجِداتٍ ... وَتَحْمَدُهُ الَسِنَّةُ والشَّفَارُ

الصفحة 315