كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)

ثم يقول تخر لذكر سيف الدولة قبائل العرب ساجدات، إعظاماً لقدره، وإجلالاً لأمره، وتحمده أسنة الرماح، وشفار السيوف، لما يتضمنه من الأعمال لها، ويواصله من السطوة على الأعداء بها.
كَأَنَّ شُعَاعَ عَيْنِ الشَّمْسِ فِيهِ ... فَفِي أَبْصَارِنَا عَنْهُ انْكِسارُ
ثم قال: كأن شعاع عين الشمس في ذلك الذكر، لضيائه وبهجته، وتلألئه ورفعته، فالأبصار منكسرة عندما يعن منه، لما ألبسه الله من الجلالة، وألقى عليه من
الإعظام والمهابة، كما ينكسر عن شعاع الشمس، الذي لا يعارضه متثبته، ولا يقاربه متأمله.
فَمَنْ طَلَبَ الطَّعَانَ فَذَا عليُّ ... وَخَيلُ اللهِ والأَسَلُ الحرَارُ
ثم يقول: من طلب الطعان، وتعرض للحرب، فهذا علي وخيله، التي هي خيل الله المشمولة بالنصر، المؤيدة بجميل الصنع، ورماحه العطاش إلى الدماء، الحراص على مواقعه الأعداء، فمن شاء فليتعرض له، ومن أقدم فليتمرس به.
يَرَاهُ النَّاسُ حَيْثُ رَأَتْهُ كَعْبُ ... بأَرْضٍ مَا لِنَازِلِها استْتِتَارُ
ثم قال، يريد سيف الدولة: يراه الناس حيث رأته كعب، هذه

الصفحة 316