كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)

القبيلة، قد أضحى للقتال، واستجاش بالأبطال، في أرض لا يستتر نازلها، ولا تظن المخافة بسالكها. يشير إلى الفلاة التي أوقع فيها ببني كعب، وإلى أنه بارز إلى أعدائه في مثلها، لا يعتصم بحصن غير سيوفه، ولا يعول على موئل غير خيوله.
يُوَسَّطُهُ المفاوِزَ كُلَّ يَوْمٍ ... طِلاَبُ الطَّالِبينَ لا الانتظارُ
ثم يقول: إن سيف الدولة يوسطه كل يوم المفاوز، طلبه للطالبين من أعدائه، الذين هم أهل القوة، والمشهورون بالبأس والنجدة، فيطلبهم مستخفاً بهم، ولا ينتظرهم متهيئاً لهم.
تَصَاهَلُ خَيْلُهُ مُتَجَاوباتٍ ... وَمَا مِنْ عَادَةِ الخيل السَّرَارُ
ثم قال: وتتصاهل خيله في آثارهم، في أقطار تلك البلاد متجاوبة، وتتسابق إليهم متتابعة، وليس السرار من عادة الخيل؛ إن صهيلها يؤذن بها، وأصواتها تدل عليها. وأشار إلى أنه اقتحم الفلاة في طلب بني كعب غير متهيب، وأمعن في آثارهم غير متوقع.
بَنُو كَعْبٍ وَمَا أَثَّرْتَ فِيْهِم ... يَدُ يُدْمِها إلاَّ السَّوَارُ
يقول لسيف الدولة: إن بني كعب مع ما نالهم من سطوتك، وما أصابهم من
غلبتك، متشرفون بعلو قدرك، متزينون بنفاذ أمرك، فهم كيد

الصفحة 317