كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)

المها السوار مع أنه يزينها، ويجرحها مع أنه يحسنها. يشير إلى العدوبية التي توجب لهم قرابته، وإلى الصحبة القديمة التي تضمن لهم كرامته.
بِهَا مِنْ قَطْعِهِ أَلُم وَنَقْصُ ... وَفِيْهَا من جَلاَلَتِهِ افْتِخَارُ
ثم أكد ذلك فقال: بتلك اليد من قطع السوار لها ألم تجده، واختلال لا تنكره، وفيها من جلالة السوار الجاني عليها، افتخار يشرفها بقدره، واختيال يزهيها بحسنه، وكذلك سيف الدولة، وإن كان أوقع ببني كعب، فقد شرف نسبهم، وإن كان أسخطهم فقد وفر حسبهم.
لَهُمْ حَقُّ بِشِرْكِكَ في نِزارٍ ... وأَدْنَى الشَّرْكِ في أَصْلٍ جِوَارُ
ثم يقول لسيف الدولة: إن بني كعب بن ربيعة يجمعهم وإياك نزار بن معد، وهذا النسب وإن بعد، فحرمته لا تدفع، ورحمة لا يقطع، وأدنى الاشتراك في النسب، جوار لا يحقر، وشافع لا يحتقر.
لعل بَنِيْهِمُ لِبَنْيكَ جُنْدُ ... فَأَوَّلُ قُرَّحِ الخَيْلِ المِهَارُ
ثم قال له: لعل أولاد بني كعب الذين بعثهم فضلك، وأبقاهم تجاوزك وعفوك، جند لبنيك يخدمونهم كما خدمك آباؤهم، ويغنون عنهم كما أغنى عنك فرسانهم، فأول الخيل القارحة مهارها، كما أن أول أبطال الفرسان صبيانها وصغارها.

الصفحة 318