كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)
وَأَنْتَ أَبَرُّ مَنْ لَوْعَقَّ أَفْنَى ... وَأَعْفَى مَنْ عُقُوَبَتُهُ البَوَارُ
ثم يقول له: وأنت أبر ملك، لو قطع وعق لأفنى بقطيعته، وأعفى مقتدر لو عاقب لأهلك بعقوبته.
وَأَقْدَرُ مَنْ يُهَيَّجُهُ انْتِصَارُ ... وَأَحْلَمُ مَنْ يُحَلَّمُهُ اقْتِدَارُ
ثم قال، على نحو ما قدمه، يريد: سيف الدولة: وأنت أقدر ملك يهيج غضبه تيقنه بالتمكن من الانتصار، وأحلم ظافر يحلمه ما هو بسبيله من الاقتدار، فإذا أغضبته
عزة الملك جنح به كريم المقدرة إلى العفة.
وَمَا في سَطْوَةِ الأَرْبَابِ عَيْبُ ... وَلاَ في ذٍلَّةِ العُبْدانِ عَارُ
ثم قال: وما في سطوة الأرباب على عبيدهم ما يعيبهم، ولا في ذلة العبيد لهم ما يشينهم. يشير إلى أن إيقاع سيف الدولة ببني كعب لا ينقصهم؛ لأنه سيدهم، وسطوته عليهم لا تعيبهم؛ لأنه مالكهم.
الصفحة 319
352