كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)

الجارية، دمع بعثت الرعاية عليه، وقاد الوفاء والكرم إليه، فاستهل وانسكب وتصبب.
أَيْنَ ذي الرَّقَّةِ التي لَكَ في الحَرْ ... ب إذَا اسْتُكْرِهَ الحَديدُ وَصَلاّ
ثم قال: أين ذي الرقة التي نشهدها لك، وهذه الشفقة التي نبصرها منك عند تقدمك
في الحرب، واقتحامك في شدائدها، ونهوضك بها، ونفاذك في مضائقها، حين يستكره الحديد في رؤوس الرجال، ويكثر صليله بتجالد الأبطال.
أَيْنَ خَلَّفْتَها غَدَاةَ لَقْيِتَ الرُّ ... ومَ والهامُ بالصَّوارِمِ تُفْلَى
ثم قال، مؤكداً لما قدمه: أين خلفت هذه الرقة عند لقائك الروم، وإيقاعك بهم، وإقدامك عليهم، والهام تفلى بالسيوف، والنفوس تخترم بالحتوف.
قَاسَمَتْكَ المَنُونُ شَخْصَيْن جَوْراً ... جَعَلَ القَسْمُ نَفْسَهُ فيه عدْلاً

الصفحة 327